اسم الکتاب : الخطب المنبرية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 33
ورسوله صاحب اللواء والكوثر، نبي نصر بالرعب مسيرة شهر حتى إنه ليخافه ملك بني الأصفر، نبي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك قام على قدمه الشريف حتى تفطر.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه ما لاح هلال وأنور، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنه ليس السعيد من أدرك العيد ولبس الجديد، وخدمته العبيد، إنما السعيد من اتقى الله فيما يبدي ويعيد، وفاز بجنة نعيمها لا يفنى ولا يبيد، ونجى من نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وطعام أهلها الزقوم وشرابهم الصديد، ولباسهم القطران والحديد.
عباد الله الصلاة الصلاة، فمن حفظها فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، واعلموا أن الله تعالى أمركم ببر الوالدين وصلة الأرحام، والصبر على [1] فجائع الأيام، والإحسان إلى الضعفاء والأيتام. قال تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} [2]. واجتنبوا الربا في المبايعات، فإنه من أكبر السيئات، ومن السبع الموبقات، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [3]. عباد الله، أوفوا المكاييل والموازين ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تعثوا في الأرض مفسدين، واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين، قال تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى [1] في طبعة أم القرى: عند. [2] سورة النساء آية: 9. [3] سورة البقرة آية: 278-279.
اسم الکتاب : الخطب المنبرية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 33