رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فخطبنا، فقال: "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرًا لهم، وينذرهم ما يعلمه شرًّا لهم، وإن أمتكم هذه، جُعِلَتْ عافيتُها في أولها، وإن آخِرهم يصيبهم بلاء، وأمورٌ تنكرونها، ثم تجيء فتن يُرَقِّقُ بعضُها بعضًا، فيقول المؤمن: هذه مُهلِكَتي، ثم تنكشف، ثم تجيء فتنة، فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، فمن سَرَّه أن يُزَحْزَحَ عن النار ويُدْخَلَ الجنة، فَلْتُدْرِكهُ موتتُه وهو يؤمن باللهِ واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يأتوا إليه، ومن بايع إمامًا فأعطاه صَفْقَةَ يمينه، وثمرةَ قلبه، فليُطعْه ما استطاع، فإن جاء آخرُ ينازعه، فاضربوا عنق الآخر".
قال: فأدخلت رأسي من بين الناس، فقلت: أنشدك الله! أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فأشار بيده إلى أذنيه، فقال: سمعتْه أذناي، ووعاه قلبي [1].
وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "أمتي أمة مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة [2]، عذابها في الدنيا [3]: الفتن، والزلازل، والقتل" [4].
(1) "صحيح ابن ماجه" رقم (3195)، وانظر: "السلسلة الصحيحة" رقم (205). [2] قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى-: "وهو محمول على معظم الأمة المحمدية؛ لثبوت أحاديث الشفاعة: أن قومًا يُعذبون ثم يخرجون من النار، ويدخلون الجنة". اهـ. من "بذل الماعون في فضل الطاعون" ص (127). [3] وفي "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 38): "إن أمتي أمة مرحومة، جُعل عذابها بأيديها في الدنيا". [4] أخرجه أبو داود (4/ 105) (4278)، والحاكم (4/ 444)، والإمام أحمد (4/ 410، 418)، قال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي، وحسَّنه الحافظ =