اسم الکتاب : بيان العلم الأصيل والمزاحم الدخيل المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 159
أصواتهم تعلو بِساقط قوْلهم ... لفظ اللسان تراجم الجُوَّاني
لوْ كان أفسق خلق ربي إنما ... هو في الرياضة سابق الميدان
فهو الممدَّح والمبجّل عندهم ... والدين ليس يُراد في الميزان
الدين فَنٌّ كالفنون ودونها ... عجباً لأمْرٍ زاد في الطغيان
التربيات عديدة في درسهم ... فترى المهازل دونما حسبان
لِلْفنّ والأوطان تربية هُمُو ... قد أحدثوا التمجيد للأوطان
هم عظموها بالجهالة والهوى ... تعظيم من ضلوا عن الديان
ماتَرْبيات أُحدثت بزماننا ... إلا نديد الحق والفرقان
تشتيتُ فِكْرٍ مَعْ فساد عقيدةٍ ... يالِلْمُزاحِم ظاهر البطلان
ما لِلْحنيف سوى مُرَبٍّ واحد ... في شِرْعة الملك العظيم الشان
هو أحمدٌ صلى عليه إلهنا ... نَفْيُ الشريك له من الإيمان
لا تشركوا بمحمد فضلالةٌ ... شِرك به في محكم القرآن (1)
فهو المعلِّم والمربي دونما ... أحد سِواه بسائر الأزمان
وهو المؤدِّب والمُوَجِّبُ وحدْه ... لا تقبلنَّ له شريك ثاني
مهما تغيّر حالنا وزماننا ... فهو المحكَّم في جميع الشان
هذا هو الدين الذي دِنَّا بِهِ ... والعهد مسؤول لدى الرحمن
اشهدتَ أن محمداً عبد الذي ... خلق الخلائق دوما أعوان
والرب أرسله ليكفي خَلْقَهُ ... بالعلم والأعمال والإيمان
(1) المقصود بنفي الشريك للرسول - صلى الله عليه وسلم - هو: توحيد اتباعه، قال ابن القيم: يكون الرسول شيخك وأستاذك ومربيك ومؤدبك ومعلمك.
اسم الکتاب : بيان العلم الأصيل والمزاحم الدخيل المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 159