اسم الکتاب : حسن السمت في الصمت المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 7
المقدمة
إن الحمد لله , نحمده , ونستعينه , ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 102)
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء: 1)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} (الأحزاب: 70 - 71)
وبعد: الحمد لله الذي أحسن خَلْقََنا , وعدَّل خُلُقنا , ونوَّر بصائرنا , الحمد لله على نعمه المتعددة , ومننه المتجددة , نحمدك يا ربنا غير مستكثري الحمد ولا كافِّين نحمدك على نعمة اللسان فبه نشكرك , وبه نحمدك , وبه نقرأ كلامك فتُشفى صدورنا وتُروى عقولنا , ولخطر جُرم هذا اللسان نرجو منك الإعانة على ألا نستبيح به عرض أحد ولا ننهش به لحم إخواننا , ولا نتكلم إلا بما يُرضيك عنَّا, أنت ولي ذلك والقادر عليه.
واعلم أيها الإنسان أن مغبة الإفراط في ذنوب اللسان تؤول بك إلى النار , فخف من لسانك وارق به عن فتات الكلام , ولا تتكلم إلا إذا نُدِبت إلى الكلام , ولا تتكلم إلا فيما يعنيك , ولا تتكلم إلا بما لابد لك منه , فمن خاف سلم , واعلم أن باللسان قد تكفر
اسم الکتاب : حسن السمت في الصمت المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 7