اسم الکتاب : حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرا المؤلف : مجدي الهلالي الجزء : 1 صفحة : 111
والاستفهام في الآية استنكاري، أي: ألا ترى إلى قباحة شأنهم إذ يمدحون أنفسهم، ويعبرون عن إعجابهم بها ورضاهم عنها؟! [1].
إذن فنسظل في جهاد مع أنفسنا حتى الموت، وكما قال أحد الصالحين: يموت المؤمن وسيفه يقطر دما.
كيف نتعامل مع أنفسنا؟
من هنا يتضح لنا - كما يقول الماوردي -: أنه لابد من تأديب النفس، فإن أغفل تأديبها تفويضًا إلى العقل، أو توكلًا على أن تنقاد إلى الأحسن بالطبع: أعدمه التفويض درك المجتهدين، وأعقبه التوكل ندم الخائبين [2].
وأولى مقدمات أدب الرياضة:
أن لا يسبق إلى حسن الظن بنفسه، فيخفى عليه مذموم شيمه، ومساوئ أخلاقه، لأن النفس بالشهوات آمرة، وعن الرشد زاجرة [3].
فإن كان الأمر كذلك فلابد إذن من القيام بمثل هذه الأعمال:
1 - سوء الظن الدائم بالنفس ودوام الحذر منها.
2 - إلجامها بلجام الخوف لتسهل قيادتها.
3 - مقاومة إلحاحها للإعجاب بها.
4 - محاسبتها.
5 - دوام التوبة.
1 - سوء الظن بالنفس:
فعلينا ألا نركن لأنفسنا أو نحسن الظن بها، فهي لن تأمرنا بخير، ولتأكيد هذا المعنى: علينا بتتبع خواطر النفس وحديثها لنا بتضييع أو تأخير القيام بحق من [1] شرح الحكم العطائية لمحمد سعيد رمضان البوطي 2/ 69 - 73 بتصرف. [2] أدب الدنيا والدين ص 226. [3] المصدر السابق ص 229.
اسم الکتاب : حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرا المؤلف : مجدي الهلالي الجزء : 1 صفحة : 111