responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 853
جزاك الله عنا من جليس خيرًا. قال: فذاك شخوص بصر الميت إليهما، ولا يرجع إلى الدنيا أبدًا. [الحلية (تهذيبه) 3/ 34].
* وقال يحيى بن معاذ رحمه الله: لو رأت العقول بعيون الإيمان نزهة الجنة لذابت النفوس شوقًا، ولو أدركت القلوب كنه هذه المحبة لخالقها لانخلعت مفاصلها إليه ولها عليه، ولطارت الأرواح إليه من أبدانها دهشًا، فسبحان من أغفل الخليقة عن كنه هذه الأشياء، وألهاهم بالوصف عن حقائق هذه الأشياء. [الحلية (تهذيبه) 3/ 259].
* وقال ابن كثير رحمه الله: يقال: إنّ سَببَ وضْعِ الملك نور الدين محمود المكوسَ عن الناسِ أنَّ الواعِظَ أبا عثمان رحمه الله المُنْتَجَب بنَ أبي محمدٍ الواسطيَّ - وكان مِن الصالحِين الكبارِ - أنشد نورَ الدينِ:
مثّلْ وقوفَك أيُّها المغْرورُ ... يومَ القيامة والسماءُ تَمُورُ
إنْ قيلَ نورُ الدينِ رُحْتَ مُسلِّمًا ... فاحذَرْ بأنْ تبْقَى وما لَكَ نورُ
أنَهَيتَ عن شُربِ الخمورِ وأنتَ مِن ... كأسِ المظالمِ طافحٌ مَخْمورُ
عطَّلْتَ كاسات المُدامِ تعَفُّفا ... وعليكَ كاساتُ الحرام تدورُ
ماذا تقولُ إذا نقلتَ إلى البِلى ... فرْدًا وجاءَكَ منكرٌ ونكيرُ
وتعلَّقَتْ فيكَ الخُصوم وأنتَ في ... يومِ الحساب مُسَحَّبٌ مجرورُ
وتفرَّقَتْ عنك الجنودُ وأنتَ في ... ضِيقِ اللُّحودِ مُوَسَّدٌ مقْبُورُ
وودِدْتَ أنكَ ما وَلِيتَ ولايةً ... يومًا ولا قال الأنامُ أميرُ
وبقيتَ بعدَ العزِّ رَهْنَ حُفَيْرَةٍ ... في عالمِ الموْتَى وأنتَ حقيرُ
وحُشِرْتَ عُرْيانًا حزينًا باكيًا ... قلقًا وما لكَ في الأنامِ مُجيرُ
أرضيتَ أنْ تحْيَا وقلبُكَ دارِسٌ ... عَافِي الخَرابِ وجسْمُكَ المعمُورُ
أرضيتَ أنْ يحْظَى سواَكَ بقُربهِ ... أبدًا وأنتَ مبَعَّدٌ مهجورُ
مهِّدْ لنفْسِكَ حُجَّةً تنْجُو بها ... يومَ المَعادِ لعلَّكَ المعذورُ

فلمَّا سمعها الملكُ نورُ الدين بكَى، وأمرَ بوضْعِ المكوساتِ والضرائبِ في سائرِ بلادِه. [البداية والنهاية 12/ 364].

اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 853
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست