اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد الجزء : 1 صفحة : 823
وعن سليمان بن بلا، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن رحمه الله؛ أن رجلًا قال له: انعت لي أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما. فقال ربيعة: ما أدري كيف أنعتهما لك؟ أما هما فقد سبقا من كان معهما، وأتعبا من كان بعدهما. [الحلية (تهذيبه) 1/ 533].
* وعن أبي عاصم قال: اشترى أخٌ لشعبة رحمه الله من طعام السلطان فخسر هو وشركاؤه، فحُبس على ستة آلاف دينار تخصه، فخرج شعبة إلى المهدي ليكلمه فيه فلما دخل عليه قال له: يا أمير المؤمنين أنشدني قتادة وسماك بن حرب لأمية بن أبي الصلت:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء
كريم لا يغيره صباح ... عن الخلق الكريم ولا مساء
فأرضك أرض مكرمة بنتها ... بنو تيم وأنت لهم سماء
فقال: لا يا أبا بسطام، لا تذكرها، قد عرفناها وقضيناها لك، ادفعوا إليه أخاه، ولا تلزموه شيئًا. [المنتظم 8/ 245].
* وعن إسحاق بن محمد قال: قال مالك بن سليمان: كان لإبراهيم بن طهمان رحمه الله جراية من بيت المال فاخرة، وكان يسخو بذلك، فسئل يومًا مسألة في مجلس الخليفة فقال: لا أدري. فقالوا له: تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تُحسن مسألة؟ قال: إنما آخذه على ما أحسن، ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال ولا يفنى ما لا أحسن. فأعجب أمير المؤمنين جوابه، وأمر له بجائزة فاخرة وزاد في جرايته. [المنتظم 8/ 265، 266].
* وقال المنصور ذات يومٍ لشبيب بن شيبة رحمه الله: عظني وأوجز فقال: يا أمير المؤمنين إن الله لم يرض من نفسه بأن يجعل فوقك أحدًا من خلقه، فلا ترض له من نفسك بأن يكون عبدًا له أشكر منك، فقال: والله لقد أوجزت. [المنتظم 8/ 273].
* وأتى رجلٌ بعضَ الولاة، وكان صديقه، فتشاغل عنه، فتراءى له يومًا؛ فقال: اعذرْني فإنّي مشغول. فقال: لولا الشغلُ ما أتيتُك. [عيون الأخبار 3/ 127].
* وقَدِم على زِيادٍ نفرٌ من الأعراب فقام خطيبُهم فقال: أصلح الله الأميرَ! نحن، وإن كانت نَزَعت بنا أنفُسُنا إليك وأنضينا ركائبنا نحوك التماسًا
اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد الجزء : 1 صفحة : 823