اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد الجزء : 1 صفحة : 410
وابتلي ببلية فصبر، فذلك الزهد. قلت له: يا أبا محمد فإن أنعم عليه بنعمة فشكر، وابتلي فصبر وهو ممسك للنعمة، كيف يكون زاهدًا؟ قال: اسكت فمن لم تمنعه البلوى من الصبر والنعمة من الشكر فذلك الزاهد. [الحلية (تهذيبه) 2/ 427].
* وسئل ابن عيينة رحمه الله عن الزهد ما هو؟ قال: الزهد فيما حرم الله، فأما ما أحل الله فقد أباحه الله، فإن النبيين قد نكحوا وركبوا وأكلوا، ولكن الله نهاهم عن شيء فانتهوا عنه وكانوا به زهادًا. (1)
[الحلية (تهذيبه) 2/ 441].
* وقيل لأبي صفوان الرعيني رحمه الله - وكان سفيان بن عيينة يجيء فيسلم عليه ويقف عليه -: ما الدنيا التي ذمها الله - عزَّ وجلَّ - في القرآن التي ينبغي للعاقل أن يجتنبها؟ قال: كل ما أصبت من الدنيا تريد به الدنيا فهو مذموم، وكل ما أصبت فيها تريد به الآخرة فليس منها. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 185].
* وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: الزهد ثلاثة أصناف: فزهد فرض، وزهد فضل، وزهد سلامة، فالفرض الزهد في الحرام، والفضل الزهد في الحلال، والسلامة الزهد في الشبهات. [الحلية (تهذيبه) 2/ 488].
* وقال أبو بكر البَرْقانيُّ: قلت لابن سمعون رحمه الله يومًا: تدعو الناس إلى الزُّهد وتلبس أحسنَ الثياب، وتأكل أطيب الطَّعام، كيف هذا؟ فقال: كلُّ ما يُصلحك لله فافعله إذا صلح حالُكَ مع الله تعالى. [السير (تهذيبه) 3/ 1310].
(1) قال ابن الجوزي رحمه الله في تلبيس إبليس: ومن تلبيسه عليهم: أنه يوهمهم أن الزهد ترك المباحات, فمنهم من لا يزيد على خبز الشعير, ومنهم من لا يذوق الفاكهة, ومنهم من يقلل المطعم حتى ييبس بدنه ويعذب نفسه بلبس الصوف ويمنعها الماء البارد, وما هذه طريقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا طريق أصحابه وأتباعهم, وإنما كانوا يجوعون إذا لم يجدوا شيئا فإذا وجدوا أكلوا, وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل اللحم ويحبه ويأكل الدجاج ويحب الحلوى ويستعذب له الماء البارد ويختار الماء البائت فإن الماء الجاري يؤذي المعدة ولا يروي ...
وينبغي للإنسان أن يعلم أن نفسه مطيته ولا بد من الرفق بها ليصل بها إلى المقصود, فليأخذ ما يصلحها وليترك ما يؤذيها من الشبع والإفراط في تناول الشهوات فإن ذلك يؤذي البدن والدين. تلبيس إبليس: 171
اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد الجزء : 1 صفحة : 410