اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد الجزء : 1 صفحة : 20
الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11]، فالتوبة من الشرك قول، وهي من الإيمان، والصلاة والزكاة عمل. [الحلية (تهذيبه) 3/ 61].
* وقال الحميدي: وسمعت وكيعًا رحمه الله يقول: أهل السُّنَّة يقولون: الإيمان: قول وعمل، والمرجئة يقولون: الإيمان: قول، والجهمية يقولون: الإيمان: المعرفة. [الشريعة / 138].
* وعن عبيد بن عمير رحمه الله قال: ليس الإيمان بالتمني، ولكن الإيمان قول وعمل. [الحلية (تهذيبه) 2/ 9].
* وقال مسعر رحمه الله: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. [الحلية (تهذيبه) 2/ 423].
* وقال يحيى بن سعيد القطان رحمه الله: كان من أدركت من الأئمة يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. [الحلية (تهذيبه) 3/ 109].
(د) موقف السلف في باب القدر ([1]):
* قال أبو الأسود الديلي: قدمت البصرة، وبها عمران بن الحصين - رضي الله عنه - [1] قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والقدر يؤمن به، ولا يُحتج به , بل العبد مأمور أن يرجع إلى القدر عند المصائب. ويستغفر الله عند الذنوب والمعايب، كما قال تعالى {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [غافر: 55]، ولهذا حجَّ آدم موسى عليهما السلام لما لام موسى آدم لأجل المصيبة التي حصلت له بأكله من الشجرة. فذكر له آدم " إن هذا كان مكتوبًا قبل أن أُخْلَق. فحج آدم موسى " كما قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22]. وقال تعالَى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11].
قال بعض السلف: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنَها من عند الله فيرضى ويسلِّم.
فهذا وجه احتجاج آدم بالقدر: ومعاذ الله أن يَحتج آدم , ومن هو دونه من المؤمنين على المعاصي بالقدر. فإنه لو ساغ هذا لساغ أن يَحتج إبليس ومن اتبعه من الجن والإنس بذلك , ويَحتج به قوم نوح وعاد وثَمود وسائر أهل الكفر والفسوق والعصيان , ولم يعاقب ربنا أحدًا , وهذا مِمَّا يعلم فساده بالاضطرار شرعًا وعقلًا.
فإن هذا القول لا يطرده أحد من العقلاء , فإن طرده يوجب أن لا يلام أحد على شيء , ولا يعاقب عليه.
وهذا المحتجُّ بالقدر: لو جنَى عليه جان لطالبه. فإن كان القدر حجة للجاني عليه. وإلا فليس حجة لا لهذا ولا لِهذا.
ولو كان الاحتجاج بالقدر مقبولًا: لم يُمكن للناس أن يعيشوا , إذ كان لكل من اعتدى عليهم أن يَحتج بذلك , فيقبلوا عذره ولا يعاقبوه , ولا يمكن اثنان من أهل هذا القول أن يعيشا , إذ لكل منهما أن يقتل الآخر , ويفسد جميع أموره , محتجًّا على ذلك بالقدر. اقتضاء الصراط المستقيم / 622 - 624.
اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد الجزء : 1 صفحة : 20