اسم الکتاب : خطوات إلى السعادة المؤلف : عبد المحسن القاسم الجزء : 1 صفحة : 88
شكر النعم
ربك أغدق عليك من نعمه العظيمة، وأجزل عليك من عطاياه الجسيمة، لتشكره عليها والشكر هو الغاية من خلقه وأمره: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78] وأخبر سبحانه أن من لم يشكره لم يكن من أهل عبادته: {وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172]. وقد أثنى الله على أول رسول بعثه إلى الأرض بالشكر، فقال: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإسراء: 3] وأمر عبده موسى أن يتلقى ما آتاه من النبوة والتكليم بالشكر، فقال: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144] وأثنى على خليله إبراهيم بشكر نعمه، فقال عنه: {شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: 13].
وأمر الله به آل داود فقال: {اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا} [سبأ: 13]. وأمر الله رسوله محمداً بالشكر فقال له: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 66]. وأول وصية وصى به الإنسان الشكر له وللوالدين فقال: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]. وبالشكر أمر الأنبياء أقوامهم فقال إبراهيم لقومه: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 17].
اسم الکتاب : خطوات إلى السعادة المؤلف : عبد المحسن القاسم الجزء : 1 صفحة : 88