اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 606
إذا تأخرت إجابة الدعاء لا تعجل:
إذا تأخرت إجابة الدعاء لا تعجل؛ فقد مضت سنوات قبل أن يستجاب لإبراهيم؛ قد أجيبت الدعوة ولكن متي تحققت الإجابة قد تتأخر فلا تستعجل فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: «يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي» (رواه مسلم).
الهبة من الله، الولد هبة محضة الإنسان قد يأخذ بالأسباب ولكنه يعجز، إبراهيم - عليه السلام - دعا بهذه الدعوة وتأخرت الإجابة إلي الكبر إلي أن ييأس الناس في العادة من أن يوجد لمثل هذا الرجل ولد؛ ولهذا قال: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} (إبراهيم:39).
{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} فلا تيأس من رحمة الله، كما لم ييأس إبراهيم - عليه السلام - الفرج قد يأتي في اللحظة الأخيرة كما في شأن الولد يأتي بعد أن ييأس الناس.
كانت سارة قد وصلت إلي سِنٍّ لا تجد فيها أملًا، هي أصلًا عقيم وعجوز ولكن لم ييأس إبراهيم فاستجاب الله له، قال الله - عز وجل -: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ}؛ قال الله - عز وجل -:
{وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ * قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} (الحجر:51 - 56).
فاستجاب الله له وقال: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ} وهذا إسماعيل - عليه السلام - بلا شك، فإنه ذكر بعده البشارة بإسحاق، ولأن الله تعالى قال في بشراه بإسحاق {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} فدل على أن إسحاق غير الذبيح، ووصف الله - عز وجل - إسماعيل - عليه السلام - بالحلم، وهو يتضمن الصبر، وحسن الخلق، وسعة الصدر والعفو عمن جنى.
•
اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 606