responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر    الجزء : 1  صفحة : 599
14 - فإذا ما تحلل من إحرامه وحلَّ له ما حرمه الله عليه: ربَّاه ذلك على عاقبة الصبر، وأن مع العسر يسرًا، وأن عاقبة المستجيب لأمر الله الفرح والسرور وهذه فرحة لا يشعر بها إلا من ذاق حلاوة الطاعة، كالفرحة التي يشعرها الصائم عند فطره، أو القائم في آخر الليل بعد صلاته.
15 - وإذا انتهى الحاجُّ من مناسك الحج وجاء به على ما شرع الله وأحب، وأكمل مناسكه رجا ربه أن يغفر له ذنوبه كلها كما وعد بذلك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله: «مَنْ حَجَّ للهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مَنْ حَجَّ للهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». (رواه البخاري ومسلم)، ودعاه ذلك ليفتح صفحة جديدة في حياته خالية من الآثام والذنوب.
16 - وإذا رجع الحاجُّ إلى أهله وبنيه وفرح بلقائهم ذكره ذلك بالفرح الأكبر بلقائهم في جنة الله تعالى، وعرَّفه ذلك بأن الخسارة هي خسارة النفس والأهل يوم القيامة، كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِين} (الزمر: 15).
إليكَ إلهِي قد أتيتُ مُلَبّيَا ... بارِكْ إلهِي حجّتِي ودُعائيَا
قصَدتُك مضطرًا وجئتُكَ باكيَا ... وحاشاك ربي أن تَرُدَّ بُكَائيَا
كفاني فخرًا أنني لك عابدٌ ... فيافرْحَتي إنْ صِرتُ عبدًا مُواليَا
إلهي فأنت اللهُ لا شيءَ مثلُه ... فأفْعِمْ فؤادِي حكمةً ومعانيَا
أتيتُ بلا زادٍ، وجودُك مَطْعَمِي ... وما خاب من يهْفُو لجُودِك ساعيَا
إليكَ إلهِي قد حضرتُ مؤمِّلًا ... خلاصَ فؤادِي مِن ذُنوبي مُلَبّيَا
وكيف يرَى الإنسانُ في الأرضِ متعةً ... وقد أصبحَ القدسُ الشريفُ مَلَاهِيَا
يَجُوسُ به الأنذالُ مِن كلّ جانبٍ ... وقد كانَ للأطهارِ قدسًا ونادِيَا
معالمَ إسراءٍ، ومهبِطَ حكمةٍ ... وروضةَ قرآنٍ تعطرُ وادِيَا

اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر    الجزء : 1  صفحة : 599
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست