responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر    الجزء : 1  صفحة : 576
تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ؛ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ». (صحيح رواه الترمذي).
• أيام العيد أيام عبادة وشكر:
أيام العيد ليست أيام لهو وغفلة بل هي أيام عبادة وشكر، والمؤمن يتقلب في أنواع العبادة، ولا يُعرفُ حدٌّ لها .. ومن تلك العبادات التي يحبها الله ويرضاها: صلة الأرحام وزيارة الأقارب وترك التباغض والتحاسد والعطف على المساكين والأيتام وإدخال السرور على الأرملة والفقير.
وتأمل دورة الأيام واستوحش من سرعة انقضائها .. وافزع إلى التوبة وصدق الالتجاء إلى الله - عز وجل - ووطِّن أيها الحبيب نفسك على الطاعة وأَلْزِمْها العبادة فإن الدنيا أيام قلائل.
وأعلم أنه لا يهدأ قلب المؤمن ولا يسكن روعة حتى تطأ قدمه الجنة .. فسارع إلى جنة عرضها السموات والأرض وجنب نفسك نارًا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى. عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ» (رواه البخاري).
• احذر الركون إلى الدنيا وكفران النعم:
اشتهت زوجة المعتمد بن عباد ـ أحد ولاة الأندلس ـ أن تمشي في الطين وتحمل القِرَب؟! فأمر المعتمد أن يُنْثَرَ المسكُ على الكافور والزعفران وتحمل قربًا من طيب المسك لتخوض فيه زوجته تحقيقًا لشهوتها.
وتجري السُنّة الإلهية وتتهاوى حصون الإسلام في الأندلس بسبب اللهو والغفلة والإغراق في الشهوات ليؤخذ المعتمد أسيرًا إلى (أغمات) وتبقى بناته يتجرَّعْنَ كأس الفقر بعد الغنى، والذلة بعد العزة؛ يغْزِلْنَ للناس ـ يتكسّبْنَ ـ حتى إذا علم المعتمد بذلك تمثل يقول:
فيما مضَى كنتَ بالأعيادِ مسْرورًا فساءَك العيدُ في أغمات مأْسُورًا
ترَى بناتَك في الأطمارِ جائعةً يغزِلْنَ للناسِ ما يملكْنَ قِطْمِيرَا

اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر    الجزء : 1  صفحة : 576
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست