اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 573
*الإغراق في المباحات من لبس وأكل وشرب حتى تجاوز الأمر إلى الإسراف في ذلك. قال تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف:31).
• العيد استمرار على العهد وتوثيق للميثاق:
فيا من وفَّى في رمضان على أحسن حال لا تُغَيِّر في شوال .. ويا من أدرك العيد عليك بشكر النعم والثناء عليه ولا تنقض غزلًا من بعد قوة وعناء {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ *وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (النحل:91:92).
{وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} الأيمان: جمع يمين وهو الحلف بالله، وتوكيدها: تغليظها بالألفاظ الزائدة {وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا} أي وكيلًا، أي أثناء حلفكم به تعالى، فقد جعلتموه وكيلًا، فهذه الآية حرمت نقض الأيمان وهو نكثها وعدم الالتزام بها بالحنث فيها لمصالح مادية. وقوله تعالى {إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} فيه وعيد شديد لمن ينقض أيمانه بعد توكيدها.
{نَقَضَتْ غَزْلَهَا}: أي أفسدت غزلها بعد ما غزلته. {مِن بَعْدِ قُوَّةٍ}: أي إحكام له وبرم. {أَنكَاثًا}: جمع نكث وهو ما ينكث ويحل بعد الإبرام. فهي تعبت على الغزل ثم على النقض، ولم تستفد سوى الخيبة والعناء وسفاهة العقل ونقص الرأي، فكذلك من نقض ما عاهد عليه فهو ظالم جاهل سفيه ناقص الدين والمروءة.
فنهى الله تعالى المؤمنين أن ينقضوا أيمانهم بعد توكيدها فتكون حالهم كحال هذه الحمقاء. وقوله تعالى: {تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا} أي إفسادًا وخديعة كأن تحالفوا جماعة وتعاهدوها، ثم تنقضون عهدكم وتحلون ما أبرتم من عهد وميثاق وتعاهدون جماعة أخرى لأنها أقوى وتنتفعون بها أكثر. هذا معنى قوله تعالى {أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ} أي جماعة أكثر من جماعة رجالًا وسلاحًا أو مالًا ومنافع.
اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 573