اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 430
وعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - بِسَبْعٍ: بِاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ، وَرَدِّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ». (رواه البخاري ومسلم).
5 - ومن أنواع الصَّدقة: إنظارُ المعسر:
عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا كَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ، وَمَنْ أَنْظَرَهُ بَعْدَ حِلِّهِ كَانَ لَهُ مِثْلُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ» (صحيح رواه ابن ماجه).
(وَمَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا) أَيْ أَجَّلَ دَيْنه اِبْتِدَاء
(بَعْد حِلّه) أَيْ بَعْد حُلُولِ الدَّيْن بِحُضُورِ حِلّ الْأَجَل الْأَوَّل، أَيْ أَجَّلَ ثَانِيًا.
وقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُظِلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا أَوْ لِيَضَعْ لَهُ» (صحيح رواه ابن ماجه). (فَلْيُنْظِرْ) مِنْ الْإِنْظَار (أَوْ لِيَضَعْ لَهُ) أَيْ الدَّيْن.
6 - ومن أنواع الصَّدقة: الإحسّان إلى البهائم، كما قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - لما سُئِلَ عن سقيها، فقال: «في كُلِّ كَبِدٍ رِطْبَةٍ أجْرٌ» (رواه البخاري ومسلم)، وأخبر أنَّ بغيًّا سقت كلبًا يلهثُ مِن العطش، فغفر لها» (رواه البخاري ومسلم).
وأمَّا الصَّدقة القاصرةُ على نفس العامل بها، فمثل أنواع الذكر مِن التَّسبيح، والتكبير، والتحميد، والتهليل، والاستغفار، والصلاة على النَّبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم -، وكذلك تلاوةُ القرآن، والمشي إلى المساجد، والجلوسُ فيها لانتظار الصلاة، أو لاستماع الذكر.
ومن ذلك: التَّواضعُ في اللِّباس، والمشي، والهدي، والتبذل في المهنة، واكتساب الحلال، والتحرِّي فيه.
ومنها أيضًا: محاسبةُ النفس على ما سلف من أعمالها، والندم والتوبة من الذنوب السالفة، والحزن عليها، واحتقار النفس، والازدراء عليها، ومقتها في الله - عز وجل -، والبكاء من خشية الله تعالى، والتفكر في ملكوت السماوات والأرض، وفي أمور الآخرة، وما فيها مِنَ الوعد والوعيد ونحوِ ذلك مما يزيد الإيمانَ في القلب، وينشأ عنه كثيرٌ من أعمال القلوب، كالخشية، والمحبَّةِ، والرَّجاء، والتوكُّل، وغير ذَلِكَ.
اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 430