اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 410
وكان - صلى الله عليه وآله وسلم - يدعو: «أللهُمّ إنّي أسْألُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ» (صحيح رواه أحمد).
إن عدم الرضا بمصائب الدنيا قد يصحبه الجزع، ومَن جزعَ من مصائب الدنيا تحولت مصيبته في دينه، لأن الجزع نفسه هو مصيبة في الدين، فالمؤمن يرضى عن ربه وعن ما يقضي به ربه، فالخير ما يختاره الله لعبده المؤمن لا ما يحبه هو لنفسه
5 - القناعة: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «قَالَ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ» (رواه مسلم).الْكَفَاف: الْكِفَايَة بِلَا زِيَادَة وَلَا نَقْص.
والقناعة متعلقة بالرضا، فإذا رضي العبد عن ربه قنع بما قسم الله له وقلبه مطمئن مرتاح لذلك، والقناعة تناقض التكالب على الدنيا سعيًا وراء متاعها الزائل، سواء كان حلالًا أم حرامًا؛ فالمؤمن يقنع بالحلال ولو كان قليلًا، ويمقت الحرام ولو كان كثيرًا.
وقناعته لا تقعده عن الكسب ولا عن أخذ ما هو صالح من غيره، لكنها تناقض الحسد لمن آتاه الله رزقًا وفيرًا، وتناقض تكليف النفس فوق طاقتها طمعًا في المزيد من متاع الدنيا، وتناقض الكسب مع التفريط بفرائض الله وعبادته. والقناعة يحتاجها الغني والفقير وكذلك يحتاجها من كان رزقه كفافًا بين الغِنَى والفقر؛ لأن القناعة في القلب ولا علاقة لها بما في اليد من مال.
ومن قنع بما آتاه الله وجد طمأنينة القلب والسعادة، قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (النحل: 97).
6 - الصبر: عَنْ صُهَيْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» (رواه مسلم).
اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 410