اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 293
«لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ» أي لا إيمان كامل؛ فالأمانة لب الإيمان، وهي منه بمنزلة القلب من البدن، والأمانة الجوارح السبع العين والسمع واللسان واليد والرجل والبطن والفرج فمن ضيع جزءا منها سقم إيمانه وضعف بقدره.
ومعنى (وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ) أن من جرى بينه وبين أحد عهد ثم غدر لغير عذر شرعي فدينه ناقص.
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: «أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنْ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُهْرٍ» (صحيح رواه أحمد).
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة، قال: يؤتى العبد يوم القيامة وإن قتل في سبيل الله فيقال: أدِّ أمانتك، فيقول: أيْ رب، كيف وقد ذهبَت الدنيا؟ فيقال: انطلقوا به إلى الهاوية، فيُنطَلق به إلى الهاوية وتُمَثَّل له أمانته كهيئتها يوم دُفعت إليه، فيراها فيعرفها فيهوي في أثرها حتى يدركها فيحملها على منكبيه حتى إذا ظن أنه خارج زَلَّتْ عن منكبيه فهو يهوي في أثرها أبد الآبدين، ثم قال: الصلاة أمانة والوضوء أمانة والوزن أمانة والكيل أمانة وأشياء عددها وأشد ذلك الودائع».
قال زاذان: فأتيت البراء بن عازب - رضي الله عنه - فقلت: ألا ترى إلى ما قال ابن مسعود - رضي الله عنه - قال كذا؟»، قال: صدق، أما سمعت الله يقول: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (النساء:58)»
(رواه أحمد والبيهقي موقوفًا، وذكر عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب الزهد أنه سأل أباه عنه فقال إسناده جيد، وحسنه الألباني).
أيّها المسلم، الأمانةُ التي كُلِّفتَ بها والتي طُلِبَ منك رعايتُها أمانةٌ عامّة فيما بينك وبين الله، وفيما بينك وبين نفسك، وفيما بينك وبين عباد الله، أمانةٌ شاملةٌ لخيرَي الدنيا
اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 293