responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ذكريات المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 65
وهي أول عمارة حديثة ضخمة أقيمت في دمشق على النمط الإفرنجي، وهي أربعة طوابق من الحجر، لا تزال من أضخم العمارات.
أما سبب ترك والدي إدارة المدرسة وانتقاله إلى دائرة المفتي «أميناً للفتوى»، وهو بمثابة مساعد للمفتي، فإني لا أعرفه.
* * *
وصلت سنة 1918 إلى الصف الخامس الابتدائي، وكانت مدرستنا (الأهلية) تتبع منهج مديرية المعارف وتزيد عليه العناية بالعلوم الإسلامية، ولكن تدريسها سيّئ الأسلوب معوجّ الطريقة، ولا أذكر لمدرّس من مدرّسيها أثراً في نفسي، فكأني كنت أنتقل من سنة إلى سنة وأرتقي من فصل إلى فصل وأنا نائم.
ووصلَت إلى أسماعنا أطرافٌ من أحاديث الكبار عن ثورة قام بها شريف مكة على الدولة العثمانية. وكنا قد شهدنا من قبل شنق جماعة من كبار الناس في المرجة، دعاهم الناس «الشهداء» وسمّوا -من بعد- «المرجةَ» من أجلهم «ساحة الشهداء»، وبقينا سنين طوالاً نحتفل كل سنة في اليوم السادس من أيار (مايو) بذكراهم. ولقد كتبت في مطلع شبابي كما كتب غيري في رثائهم وتمجيد أسمائهم، ودعوا جمال باشا -لما صنع بهم- «جمال السفاح».
ثم حصحص الحق، وشهد مؤرّخو النصارى في لبنان وفتحت مجلاتهم ملفات عنهم، فتبيّن أنهم إلاّ قليلاً منهم (نحو الخُمس منهم)، تبيّن أنهم كانوا خوَنة للدولة جواسيس لأعدائها

اسم الکتاب : ذكريات المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست