responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ذكريات المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 59
-5 -

من ذكريات الطفولة أيضًا
وكان من المناظر المألوفة أيضاً أن نرى جنود «أبي لبّادة» يمسكون بجماعة من الشبان الفُرّار (وكانوا يدعونهم الفرّارية) مربوطين يُساقون وحراب البنادق في ظهورهم إلى حيث لا ندري. فلماذا يفرّون من الجيش؟ ومتى كان العربي المسلم، بل متى كان المسلم -عربياً كان أم تركياً أم كردياً- يهرب من مقارعة الأعداء ومقابلة الخصوم؟
إنه يستحيل أن يكون اليهودي شجاعاً أو نبيلاً، ولو قاتل بالسلاح الكثير الذي جاء به من يضعه في يده ويسلّطه به على الناس. ويستحيل أن يكون المسلم جباناً أو نذلاً، ولو أعوزه البارود أو فقد الرغيف. إنه يقاتل بالبندقية القديمة ويقاتل بالسيف ويقاتل بالحجارة، ولو كان خصمه أقوى دول الأرض. ويقاتل جائعاً أو يصبر يومه على تمرة أو يأكل الكلأ.
لا، ما هذه قصيدة فخر وحماسة بل هي حقيقة واقعة. أما ترون ما يصنع المسلمون الأفغان أمام المعتدين الشيوعيين، ودولتُهم إحدى الدولتين الكبرَيَين في عالم اليوم؟ أليست هذه

اسم الکتاب : ذكريات المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست