responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ذكريات المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 258
عرَضاً في أسطر معدودة. ولم أسمِّها ولم أبيّن كيف تزوّج أبي بها. وتسألني: هل أنا على عادة الشيوخ من أهل بلدي، أحسب أن من المروءة ألاّ أصرح بأسماء النساء، لذلك يقول الواحد منهم «الأهل» و «العائلة» و «أم الأولاد»، يرى عيباً أن يقول «زوجتي» فضلاً عن أن يقول «فلانة» باسمها ... إلى آخر ما جاء في كتابها.
وجوابي أن لا. لست في هذا على عادة شيوخ بلدي. ومَن ظن أن التصريح باسم زوجته عيب أو حسب أنه مُخِلٌّ بالمروءة فإني أخشى عليه الكفر، لأنه يكون قد نسب العيب والإخلال بالمروءة إلى أكمل البشر وأفضلهم، محمد ‘؛ فقد ورد في الصحيح أنه صرّح باسم عائشة وفاطمة وأمها خديجة، ولم يرَ في ذلك عيباً.
واسم أمي رئيفة بنت الشيخ أبي الفتح الخطيب شقيقة الأستاذ محب الدين الخطيب. أمّا كيف تزوج بها فأنا أمتنع عن ذكره. لماذا؟ لأنني لا أدريه! لا تعجبوا إذا قلت لكم إن الغرباء دُعوا إلى حضور العقد وأنا، ولدها، لم أُدعَ إليه. إي والله، لم أُدعَ إليه ... ولم أعلم به إلاّ بعد إتمامه بزمن طويل.
الزوج له الحقّ في أن يختار زوجته، مع أنه يستطيع إذا لم يَرضَها أن يفارقها ويتزوج غيرها. وأمي لا سبيل لي إن لم تعجبني أن أتبرأ منها وأتخذ لي أماً غيرها، فكيف إذن لم يؤخَذ رأيي فيها؟ أليس لي أن أبدي موافقتي على المرأة التي ستكون أمي؟!
لكن لا تحسبوا أني لم أَرضَها أو أني أنكرت اختيار أبي إياها، أو أنني لو كنت معه لما فكّر في خطبتها (أو خطبها أبوه له، فما كان الرجل يخطب المرأة بنفسه). لو كنت معه وسألني

اسم الکتاب : ذكريات المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست