responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ذكريات المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 179
ويظهر أن حلب كانت مثابة للعلم والفن؛ فهذا الرجل قد قصدها لتلقّي العلم عن علمائها، وبعضُ كبار أهل الفنّ أمّوها لأخذ الفن عن موسيقيّيها، ومن هؤلاء محمّد عبد الوهاب كما ذكر عن نفسه. ومصادرُ الغناء اليوم -فيما أعلم أنا- هي الموشحات الأندلسية، والأدوار والأغاني المصرية، والقدود الحلبية، والمقامات العراقية، والعتابا والمواويل السورية واللبنانية.
كيف ذهب إلى حلب؟ ولماذا؟ لا أعلم وقد "قرأ في حلب على الشيخ أحمد الترمانيني وغيره وأجازوه". وهذه الإجازات كانت بمثابة الشهادات الجامعية اليوم، "وكان من طريقتهم أن الشيخ يمتحن الطالب فيما قرأ ثم يجيزه به. والإجازات على درجات: منها الإجازة العامّة ومنها الإجازة الخاصّة، وليس للإجازة العامّة اعتبار الإجازة الخاصّة، بل كان العلماء يستنكفون عن العمل بها" [1]. ثم قدم دمشق سنة 1255 "فأقام بها خمس سنين، وتلقى الطريقة النقشبندية عن الشيخ محمد الخاني الكبير، وبقي نزيله هذه المدّة". وكذلك كان يصنع العلماء الأغنياء؛ يُنزِلون

= جامع السيد البدوي، ثم سافر إلى حلب وقرأ على الشيخ أحمد الترمانيني وغيره وأجازوه، ثم قدم دمشق سنة 1255 فأقام بها خمس سنين وتلقى الطريقة النقشبندية عن الشيخ محمد الخاني الكبير وبقي نزيله هذه المدة، وحضر كثيراً من دروس محدّث الشامالشيخ عبدالرحمن الكزبري والعلامة الشيخ سعيد الحلبي والعلامة الشيخ عبد الرحمن الطيبي، ثم عاد إلى مصر سنة 1260 واشتغل في الجامع الأزهر خمس سنين أيضاً، ثم رجع إلى دمشق سنة 1265 وقد أتقن كافة الفنون وصار آية باهرة في المعقول والمنقول" (مجاهد).
[1] من كتابي «الإمام النووي» في سلسلة «أعلام التاريخ».
اسم الکتاب : ذكريات المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست