اسم الکتاب : رقائق القرآن المؤلف : السكران، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 61
فانظر كيف ينتقم الله من الزيغ بالزيغ، ويعذب على مرض القلب بزيادته، ويجازي على الذنب بضعف العبد في حالات الشدة؟! وهكذا فإن الله يعاقب على قسوة القلب إذا لم يداوها المرء بمزيد من قسوة القلب، كما قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} [1].
ربما لا يختلف مسلمان في بشاعة قسوة القلب، ولكن السؤال الذي يسبق ذلك: كيف تقع (قسوة القلب)؟ كيف ينزف القلب إيمانه حتى يتيبس ويتدهور في هذه الحالة المرضيّة؟
الحقيقة أن قسوة القلب هي نتيجة طبيعية للمعاصي والخطايا بشكل عام، ولكن ثمة عامل له خصوصية في إنتاج قسوة القلب، وهو بكل اختصار: (بُعْدُ العهد عن ذكر الله) ..
لا أعرف سبباً يجفف القلب ويقسيه مثل الغفلة عن ذكر الله، ولا أعرف سبباً يحيي القلب وينيره فوراً مثل ذكر الله، وقد جاءت الإشارة في كتاب الله إلى هذه العلاقة بين بعد العهد عن الذكر وقسوة القلب. [1] سورة المائدة، الآية: 13.
اسم الکتاب : رقائق القرآن المؤلف : السكران، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 61