وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)) تنبيه على فائدة التبليغ, وإن المبلَّغ قد يكون أفهم من المبلِّغ، فيحصل له في تلك المقالة ما يحصل للمبلِّغ.
أو يكون المعنى: أن المبلَّغ قد يكون أفقه من المبلِّغ، فإذا سمع تلك المقالة حملها على أحسن وجوهها واستنبط فقهها وعَلِمَ المراد منها.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث لا يُغلُّ عليهنَّ قلب مسلم ... )) إلى آخره، أي: لا يحمل الغِلَّ, ولا يبقى فيه مع هذه الثلاثة؛ فإنها تنفي: الغل, والغش, وفساد القلب, وسخائمه، فالمخلص لله إخلاصه يمنع غِلَّ قلبه، ويخرجه ويزيله جملة؛ لأنه قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه، فلم يبق فيه موضع للغلِّ والغش، كما قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ