responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 73
طريقة، فإن استمتعت بها، استمتعت بها وفيها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها)).
إن في هذا التمثيل النبوي البليغ لبيانا رائعا لحقيقة المرأة ومزاجها الذي فطرت عليه؛ فهي لا تستقيم على حال واحدة كما يريد الزوج، فينبغي أن يعلم الزوج المسلم أن ذلك فيها سجية وطبع وخليقة، فلا يحاولن أن يقيمها على الجادة التي وقر في خلده أنها الصواب أو الكمال، وليراعين مزاجها الأنثوي الخاص، وليقبلها كما خلقها الله، وفيها عوج عما يريد ويرغب في بعض الأمور، وإن أبى إلا أن يقيمها على إرادته ومزاجه، فمثله كمثل من أبى إلا أن يقيم اعوجاج الضلع، فإذا هو ينكسر بين يديه، وكسر المرأة طلاقها.
وحينما يستقر في وجدان الزوج المسلم الصادق هذا الهدي النبوي العالي، المبني على تفهم عميق لنفسية المرأة ومزاجها، يتسامح في كثير من هفوات زوجه، ويغض الطرف عن عديد من هنواتها، تقديرا منه لخلقتها وفطرتها، فإذا بيت الزوجية آمن هادئ سعيد، لا صراخ فيه ولا صخب ولا خصام ...
وإن المتأمل نص هذا الحديث ليلاحظ أن النبي الكريم صدر حديثه بعبارة: ((استوصوا بالنساء خيرا)). ثم عاد بعد تحليله شخصيتها فختم الحديث بالعبارة ذاتها: ((فاستوصوا بالنساء)). فما أشد عناية الرسول الكريم بالمرأة! وما أعمق فهقه لنفسيتها! وما أكثر حدبه عليها! وهل يسع الزوج المسلم الصادق إلا أن يتمثل هذا الهدي الكريم، ويعمل به في كل آن؟.
وتبلغ عناية الرسول الكريم بالمرأة أنه لم ينس أن يلمع إلى التوصية بها
في خطبة حجة الوداع، وهي الخطبة التي اعتصر فيها ما ينبغي قوله للمسلمين بعد لن أحس أن هذه آخر وقفة له معهم في الحج، لم يفته في هذه الخطبة

اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست