اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 310
وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم)) [1].
لقد أعطى الرسول الكريم قضية السلام جانبا كبيرا من اهتمامه، وحض على تطبيقه، وحبب فيه، في قسم كبير من أحاديثه، لما كان يعلم من أثره الكبير في تفجير ينابيع الحب في النفوس، وتوثيق عرى القلوب، وإحكام وشائج الود والتقارب والتصافي بين الأفراد والجماعات، حتى إنه جعله سبب المحبة التي تفضي إلى الإيمان، الموصل إلى الجنة، وذلك في قوله:
((والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)) [2]. وجعل أولى الناس بالله ومرضاته ونعمه وخيراته من يبدأ الناس بالسلام:
((إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام)) [3].
ولذلك كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يغدو إلى السوق فلا يمر على أحد إلا سلم عليه، وسئل يوما: ما تصنع في السوق، وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق؟ فقال: ((إنما نغدو من أجل السلام على من لقينا)) [4].
وللسلام في المجتمع الإسلامي صيغة واحدة يلتزمها المسلم الحق الواعي آداب دينه، الحريص على تطبيق هديه المتميز الأصيل، وهي: ((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته))، يقولها المبتدئ بالسلام هكذا بضمير [1] متفق عليه. [2] رواه مسلم. [3] رواه أبو داود بإسناد جيد، ورواه الترمذي بنحوه وقال: حديث حسن. [4] أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 310