اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 29
استطاع إلى ذلك سبيلا، وقبل سفره إلى الديار المقدسة يعكف على دراسة أحكام الحج دراسة مستفيضة، فيقف على كل صغيرة وكبيرة منها، فإذا ما أقبل يؤدي مناسك الحج كان حجه صحيحا تاما، وكان واعيا فاهما الحكم البليغة التي انطوت عليها هذه الفريضة العظيمة، وشعر بطمأنينة الإيمان تتغلغل في مسارب نفسه، وأحس بشاشة الإسلام تغمر كيانه، فينقلب بعد هذا الحج المبرور إلى أهله وبلده، وقد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وأفعمت نفسه إيمانا بعظمة هذا الدين الذي جمع أمم الأرض قاطبة حول البيت المعمور، فإذا الحج مؤتمر شعبي دولي أممي، لا تشهده الدنيا إلا في الحج، وإذا الحجيج على اختلاف ألوانه وأجناسه ولغاته يصدع بالتلبية والتهليل والتكبير والتسبيح والحمد للإله الواحد العلي الكبير.
يعتمر:
ولا ينسى المسلم المطيع أمر ربه أن يعتمر أيضا في غير أوقات الحج، إن تيسرت له الأسباب، ولا سيما في رمضان؛ ذلك أن العمرة في رمضان تعدل في ثوابها حجة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ((لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من حجته قال لأم سنان الأنصارية: ((ما منعك من الحج؟)) قالت: أبو فلان - تعني زوجها- كان له ناضحان [1]، حج على أحدهما، والآخر يسقي أرضا لنا. قال: ((فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي)))).
متمثل معنى العبودية لله:
والمسلم يعتقد اعتقادا جازما أنه ما وجد في هذه الحياة إلا لعبادة ربه:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [2]. [1] أي: جملان. [2] الذاريات: 56.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 29