responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 274
الذي أشفى منه على الموت، فقال: يا رسول الله ان لي مالا كثيرا، وليس يرثني إلا ابنتي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا، قال: فالشطر؟ قال: لا، قال: الثلث؟ قال: ((الثلث، والثلث كثير)) ثم عقب النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك بقوله: ((إنك إن تركت ولدك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك)) [1].
ولقد كان الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - مثالا مجسدا للكرم المحض الأصيل ما عرف عنه أنه أمسك يده عن عطاء، ولا رد سائلا تعرض له بسؤال، يحكي ذلك عنه الصحابي جابر رضي الله عنه فيقول:
((ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قط، فقال: لا)) [2].
كان صلوات الله عليه يدرك ما للمال من أثر في نفوس البشر. فيتخذه وسيلة لتأليف القلوب واستمالتها للإسلام، ولا يستكثر أن يبذل الكثير الكثير في سبيل كسب جديد إلى صف الدعوة، وإنه ليعلم أن هذا الذي تطلع إلى المال أول الأمر، سيأخذه الإسلام متى دخل في غمار هديه، فيجعله من أشد الناس إيمانا، ومن أحسنهم إسلاما، وهذا ما يحدثنا به الصحابي الجليل أنس بن مالك إذ يقول:
((ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام شيئا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا! فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يلبث إلا يسيرا حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها)) [3].

[1] رواه البخاري وغيره.
[2] متفق عليه.
[3] رواه مسلم.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست