اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 236
((إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له: أنت ظالم، فقد تودع منهم)) [1].
ولقد جاءت النصوص النبوية تنفث في المسلمين روح البطولة في مواجهة الباطل، مطمئنة الأبطال إلى أن بطولتهم هذه في مواجهة الظالمين لا تنقص من رزق، ولا تقرب من أجل:
((لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه ويذكر بعظيم، فإنه لا يقرب من أجل، ولا يباعد من رزق)) [2].
وقام رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو على المنبر، فقال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: ((خير الناس أقرؤهم وأتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرحم)) [3].
وقد كان لتأصيل قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع الإسلامي أن غرس في نفوس المسلمين الصادقين الشجاعة والإقدام، واتخاذ المواقف الجريئة في مواجهة الباطل ونصرة المظلومين، وقد جاء الهدي النبوي معززا هذه الخلائق البطولية النبيلة، مؤكدا نصر الله للأبطال المنافحين عن الحق، وخذلانه للجبناء الساكتين عنه:
((ما من امرئ يخذل مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك
فيه من حرمته، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته)) [4]. [1] رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. [2] رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. [3] رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات. [4] رواه احمد وأبو داود بإسناد حسن.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 236