اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 233
((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك
من أجورهم شيئا)) [1].
فلا عجب أن يحسد الدعاة على صبرهم وحسن بلائهم في سبيل الله، إذ ينفقون أموالهم وأوقاتهم في دعوة الشاردين المنحرفين عن الجادة، وأن ينوه بهذا الحسد المرغوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله:
((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها)) [2].
ولا يستصغر المسلم بضاعته من العلم، وهو يدعو إلى الله، فحسبه أن يبلغ ما وصل إليه سمعه من الحق، ولو كان آية واحدة من كتاب الله، وهذا ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر به أصحابه:
((بلغوا عني ولو آية ... )) [3].
ذلك أن هداية الإنسان قد تكون متوقفة على كلمة في هذه الآية تلامس قلبه، فتصادف مكمنا من مكامن الإيمان، فإذا شرارة الهداية تنقدح فيه، فتضيء حياة هذا الإنسان وقلبه جميعا، ويغدو خلقا آخر.
إن المسلم الحق غيري بطبعه، يحب لأخيه الإنسان ما يحب لنفسه، ويهتم بأمر المسلمين دوما؛ وهو إلى ذلك ناصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم كما تقدم في حديث سابق [4]. ومن هنا لا يقتصر على هداية نفسه ومن يعول، بل يعمل على إشاعة الهداية بين الناس. إنه لا يريد الجنة لنفسه [1] رواه مسلم. [2] متفق عليه. [3] جزء من حديث رواه البخاري. [4] انظر ص: 168.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 233