اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 216
متواضع:
وتقابل هذه النصوص المحذرة المنبهة المتوعدة المتكبرين بأقسى أنواع الخزي والعذاب نصوص تحبب في التواضع وترغب فيه، وتحض عليه، وتؤكد للمتواضعين أنهم كلما تواضعوا امتثالا لأمر الله ازدادوا عند الله رفعة وسموا، ومن هذه النصوص قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:
((ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)) [1].
وقوله:
((إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي
أحد على أحد)) [2].
ولقد كانت سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - العملية مثالا حيا فذا في التواضع، وخفض الجناح، ولين الجانب، وسماحة النفس، حتى إنه كان ليمر على الصبيان يلعبون، فلا تحجبه النبوة والمنزلة العظمى التي خصه الله بها من بين الناس جميعا من أن يسلم على أولئك الصبيان، ويهش لهم، ويتبسط معهم.
فقد ذكر أنس رضي الله عنه أنه مر على الصبيان فسلم عليهم، وقال:
((كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك)) [3].
ويروي أنس رضي الله عنه من تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الأمة من إماء المدينة كانت تأخذ بيد النبي - صلى الله عليه وسلم - فتنطلق به حيث شاءت، يقضي لها حاجتها [4]. [1] رواه مسلم. [2] رواه مسلم. [3] متفق عليه. [4] رواه البخاري.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 216