responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 155
يعامل الفرنسيون كلابهم مثل ما يعاملون به أنفسهم) أجاب: (لأنهم يريدون أن يحبوا، ولكنهم لا يعثرون بين الناس على من يحبونه) [1].
إن الإنسان المادي في الغرب أو في الشرق لم يعد يجد الإنسان الصديق الوفي الودود في مجتمعه، ليمنحه حبه وعاطفته، فاتجه إلى هذه الحيوانات التي وجد فيها من الألفة والوفاء أكثر مما وجد في الناس الذين حوله. فهل بعد هذا من ارتكاس عاطفي يهوي بالإنسان، فيجعله أليف الحيوان، بعد فقده إشراقة الهدى ونعمة الإيمان؟
ولقد كان هذا الارتكاس العاطفي الذي مني به إنسان الغرب، فجفف ينابيع الشعور الإنساني في نفسه، أول ما لفت أنظار أدباء المهجر من مسلمين وغير مسلمين؛ ذلك أنهم نظروا إلى الحياة الغربية المادية التي جرفت الإنسان في مجتمعات الغرب، فجعلته كالآلة، لا يعرف من الحياة إلا الكد والإنتاج والتسابق العنيف على الكسب، لا يهش قلبه لصديق، ولا يفتر ثغره عن ابتسامة حب لرفيق، وإنما هو ذاهل مأخوذ بالسرعة والالة والازدحام، فهالهم ذلك كله، وهم الذين نشأوا في ديار الإسلام، وتنفسوا في أجواء روحانيته السمحة، وأترعت نفوسهم بحب الإنسان لأخيه الإنسان، فانطلقوا يدعون الغربيين بحرارة إلى الحب والتآخي والتعارف. فهذا نسيب عريضة يحمل لواء هذه الدعوة الإنسانية، فينادي الإنسان الغربي الذي رانت على قلبه المادة، وأعشت بصره أضواء الحضارة، وأصم أذنيه ضجيج الآلة، قائلا له:
يابن ودي، يا صاحبي يا رفيقي…ليس حبي تطفلا أو ثقالة

[1] من مقال للأستاذ وحيد الدين خان بعنوان (وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل زمان ومكان)، نشره في مجلة المجتمع الكويتية، العدد 325، في 24 ذو القعدة 1396 هـ - 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 1976 م.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست