responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 149
عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)) [1].
وكان حرص الرسول الكريم على هذا الوفاء للصداقة مما يغيظ أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، إذ كان يشمل بر أصدقاء خديجة، فتغار منها. وهذا ما حدثت به السيدة عائشة، فقالت: ((ما غرت على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة رضي الله عنها، وما رأيتها قط، ولكن كان يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة، ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة! فيقول: ((إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد)) [2].
وفي رواية: ((وإن كان ليذبح الشاة، فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن)).
إنه الوفاء الإسلامي الذي ما بعده وفاء، يمتد فيشمل ببره ونداه الأصدقاء الأبعدين للآباء والزوجات الأموات، فكيف بالأصدقاء الأقربين لنا نحن معشر الأحياء؟!
ومن مقتضيات المحبة والنصحية والبر والوفاء في شرعة الإسلام أن ينصر الرجل أخاه في جميع الأحوال، ينصره إن كان على الحق، فيقف بجانبه، يؤازره ويذود عنه، وينصره إن كان على غير الحق، فينهاه، وينصحه، ويزجره على الارتكاس في حمأة الباطل، والتردي في مستنقعات الظلم. وهذا ما دعا إليه الرسول الكريم في قوله:

[1] رواه أبو داود وابن ماجة وابن حبان في صحيحه.
[2] متفق عليه.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست