responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 126
((من سعادة المرء المسلم في الدنيا الجار الصالح، والمنزل الواسع والمركب الهنيء)) [1].
ولقد بلغ من تقدير السلف للجار الصالح أنهم كانوا يعدون جواره نعمة
لا تقدر بمال، وغنيمة لا يعدلها عرض من أعراض الدنيا. ومما يروى في ذلك أن جار سعيد بن العاص ساوم على مئة ألف درهم في داره، ثم قال للمشتري: هذا ثمن الدار، وبكم تشتري جوار سعيد؟ فلما علم سعيد بذلك بعث إليه بالثمن واستبقاه في داره.
هذه هي منزلة الجار في الإسلام، وهذه هي خلائق الجار المسلم الصالح، وهذه هي صفحته المشرقة الغراء، فما هي صفحة جار السوء؟

جار السوء وصفحته السوداء:
إنها لصفحة قاتمة كابية كالحة معتمة، لا يستطيع الوجدان المسلم المرهف أن يتملاها دون أن يهتز فرقا، ويمتلئ هلعا ورعبا وكراهية لجار السوء.

جار السوء إنسان عري من نعمة الإيمان:
إنه إنسان عري من نعمة الإيمان، أكبر نعم الخالق على خلقه، ورأس كل فضيلة في هذه الحياة، وقد أكد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انسلاخ هذه النعمة عن جار السوء تأكيدا لا هوادة فيه ولا تساهل ولا لين فقال:
((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن))، قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يأمن جاره بوائقه [2])) [3].

[1] رواه أحمد والحاكم بإسناد صحيح.
[2] البوائق: الغوائل والشرور.
[3] متفق عليه.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست