responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 115
لا ينتظر على صلته هذه أن يكافأ بمثل فعله، فهو واصل دوما لرحمه وذوي قرابته، وصلوه أم لم يصلوه، ضاربا بخلقه الإسلامي الإنساني الرفيع المثل الأعلى على صياغة الإسلام للإنسان، صياغة تجعله إنسانا راقيا ساميا، في تعامله مع أقربائه وذوي رحمه في جميع الأحوال. وقد أكد الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا المعنى في المسلم الحق الصادق إذ قال:
((ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)) [1].
وجاء الهدي النبوي الكريم يعزز خلق الحلم والصبر والعفو والسماحة في نفس واصل الرحم الذي يصل قرابته، فلا يقابلونه إلا بالقطيعة والجفاء والإساءة، إذ قرر أن الله مع من يصل الرحم فلا يجازى على صلته بمثلها، ورسم صورة مخيفة للإثم الذي يلحق الجفاة المنكرين للمعروف المقطعين للأرحام، فقد جاء رجل إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال:
((لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل [2]، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)) [3].
أرأيت إلى واصل الرحم الصابر على جفاء وقطيعة ذوي قرباه كيف أمده الله بظهير من عنده يعينه عليهم، ويملأ قلبه بالصبر على أذاهم، ويثبته على الاستمرار في خلقه الإنساني النبيل؟ وكيف شبه الرسول الكريم ما يلحق

[1] رواه البخاري.
[2] أي الرماد الحار.
[3] رواه مسلم.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست