responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الدعاء من الكتاب والسنة المؤلف : ماهر بن عبد الحميد بن مقدم    الجزء : 1  صفحة : 56
فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ)) وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ)) [1].
وهذا الوضوء ليس بلازم، إذ المضطر قد لا يسعفه الوقت للاستعداد بالوضوء، فيتجه إلى اللَّه تعالى بالسرعة، فيجيبه اللَّه تعالى على حسب قوة إخلاصه ورجائه وتضرعه وخشوعه، ثم إنَّ الوضوء للدعاء ليس صفة دائمة في جميع دعوات النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد نقلت عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يذكر اللَّه في كل أحيانه [2]، ولايخفى أن الدعاء نوع من الذكر [3].

18 - أن لا يعتدي في الدعاء.
نهى ربنا جل وعلا عن الاعتداء في الدعاء، فقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [4].
وإن كان هذا النهي عن الاعتداء عموماً إلا أنّ فيه ما يدلّ على النهي عن الاعتداء في الدعاء من باب أولى؛ لأنه جاء النهي عقب
الأمر بالدعاء، ((وتدلّ هذه المادة على التجاوز في الشيء، وتقدم

[1] صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة أوطاس، 5/ 155، برقم 4323، وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعريين، رَضْيَ اللَّهُ عنْهمَا، 4/ 1934، برقم 2498.
[2] انظر: صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب ذكر اللَّه تعالى في حال الجنابة وغيرها، برقم 373.
[3] الدعاء ومنزلته في العقيدة، 1/ 207، 208.
[4] سورة الأعراف، الآية: 55.
اسم الکتاب : شرح الدعاء من الكتاب والسنة المؤلف : ماهر بن عبد الحميد بن مقدم    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست