يوازيه من الأعمال الصالحة)) [1].
فقد بيّن لك يا عبد اللَّه نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - منزلة الفردوس عن باقي الجنان، وأرشدك إلى أعظم الأسباب والأبواب إلى نيلها، وهو دعاء اللَّه تبارك وتعالى وسؤاله.
وهو أعظم الأسباب، وأيسر الأبواب، فشدَّ ساعد الجد والعمل من هذه اللحظة، ولا تسوِّف، ولا تتأخر أبداً من الآن في الإلحاح، وطرق الباب آناء الليل وأطراف النهار؛ فإنه سوف يفتح لك الباب [إن شاء اللَّه].
قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: ((جدوا في الدعاء، فإنه من يُكثر قرع الباب يوشك أن يُفتح له)) [2].
وتَذَكَّر قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة اللَّه غالية، ألا إن سلعة اللَّه الجنة)) [3]؛ فإن هذه السلعة غالية، نفيسة، لاتنال بالأماني، والتسويف، والقعود، وإنما تنال بالهمة، والعزيمة في القول والفعل، فكن كيِّساً، ولا تكن عاجزاً.
وقد رُوي: ((الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، [1] الفتح، 6/ 17. [2] المصنف لابن أبي شيبة، برقم 8441، وعبد الرزاق، برقم 19644، وتقدم تخريجه. [3] الترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق، باب حدثنا محمد بن حاتم المؤدب، برقم 2450، والحاكم، 3/ 408، وصححه، وعبد بن حميد، برقم 460، والبيهقي في الشعب،
2/ 266، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 954، وصحيح الترغيب والترهيب، برقم 3377.