130 - ((اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي)) [3]. الشرح:
أي كما جعلت يا اللَّه خلقي مستقيماً معتدلاً في غاية الإحسان والإتقان, أسألك أن تُحسّن أخلاقي فتكون في غاية الحسن، والكمال كهيئة خَلْقي.
فيه توسل إلى اللَّه تعالى بصفاته، وأفعاله من كمال القدرة, وحسن التصوير، وهو من أعظم أنواع التوسل إلى اللَّه تعالى.
قوله: ((كما أحسنت)) فيه توسلٌ آخر، وهو توسل بنعمه السابقة، فجمع بين توسلين عظيمين, قبل الدعاء لما يترتب عليها من الاستجابة والقبول.
وسؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُحسّن خُلُقَه تعليماً له ولأمته في سؤال لما له من شأن عظيم، وفضل كبير, وموقع جليل في قلوب العباد، فقد جاءت الأحاديث الكثيرة في بيان فضله، وعلو شأنه: فعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما قال: لم يكن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فاحشاً، ولا [1] سورة الحشر , الآية: 22. [2] فيض القدير، 2/ 108. [3] أخرجه أحمد، 1/ 373، برقم 3823، وأرقام 24392، و25221، والأدب المفرد، برقم 290،، وابن حبان، برقم 959، والطيالسي،374، ومسند أبي يعلى، برقم 5181، وصححه الألباني في إرواء الغليل، 1/ 113، برقم 74.