قوله: ((وارفعني)) [سأل اللَّه] أن يرفع قدره في الدنيا والآخرة؛ لحذفه المفعول الذي يفيد العموم، ففي الدنيا من رفع المكانة من الثناء الحسن، والقبول عند الناس، والرفعة في العلم والقدر، وفي الآخرة في الدرجات العُلا في أعالي الجنان.
((اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلَا تَنْقُصْنَا، وَأَكْرِمْنَا وَلَا تُهِنَّا، وَأَعْطِنَا وَلَا تَحْرِمْنَا، وَآثِرْنَا وَلَا تُؤْثِرْ عَلَيْنَا، وَأرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا)) [1].
قوله: ((اللَّهم زدنا)): يا اللَّه زدنا من خيرك وفضلك، وعطائك من خيري الدارين، ومن العلوم والمعارف, وفي هذا مشروعية طلب الزيادة من نعم اللَّه الواسعة، ولما كانت الزيادة ربما تكون في شيء من أمور الدنيا والآخرة، ويلحق النقص بشيء آخر، قال: ((ولا تنقصنا)): أي لا تُذهب منا شيئاً مما أعطيتنا إياه.
قوله: ((وأكرمنا)): من عطاياك [الدينية، و] الدنيوية المباركة، ومنها قضاء حاجاتنا في هذه الدار, ومن أعظم الإكرام تقوى اللَّه، قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [2]، وأكرمنا بالآخرة برفع [1] الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة المؤمنين، برقم 3173، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب الطهارة، صفة الغسل من الجماعة، برقم 1443، والإمام أحمد،
1/ 351، برقم 223، وعبد الرزاق، 3/ 348، والحاكم، 1/ 535، وصححه، والبزار،
1/ 427، وعبد بن حميد، برقم 15، وحسّنه الشيخ عبد القادر الأرنؤوط في تحقيقه لجامع الأصول، 11/ 282، برقم 8847. [2] سورة الحجرات، آية: 13.