ومقام التوحيد، ومقام الصبر، ومقام الشكر، ومقام الرضى، ومقام التسليم، ومقام الأُنس، ومقام البسط، ومقام التمكين، وغير ذلك، ولم يجتمع مثلها في حديث قصير إلا قليلاً، فأنت ترى جُلّ مقامات العبودية قد دخلت فيه [1].
109 - ((اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْهَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ)) [2].
الشرح:
قوله: ((اللَّهم طهّرني من الذنوب والخطايا، اللَّهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس)): جمع بين طهارة الذنوب ونقائها، مبالغة في سؤال اللَّه السلامة من الذنوب، ومحو أثرها، كنقاء وصفاء الثوب الأبيض من الوسخ، لأن التطهير فيه أظهر من أي لون آخر.
ثم سأل اللَّه تعالى التطهير بأنواع المغفرة التي تمحق الذنوب، وذكر التطهير بأنواعه الثلاثة: ((الثلج، والبرد، والماء البارد))، تعبير عن غاية المحو، فإن الثواب الذي يتكرر عليه ثلاثة أشياء منقيّة، يكون في غاية النقاء، فذكر أنواع التطهير مبالغة في توكيد التطهير، [1] فيض القدير، 2/ 109. [2] أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، برقم 476، والنسائي، كتاب الغسل والتيمم، باب الاغتسال بالثلج والبرد، برقم 400، واللفظ له.