responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الدعاء من الكتاب والسنة المؤلف : ماهر بن عبد الحميد بن مقدم    الجزء : 1  صفحة : 272
من التوكل والإنابة إليه - عز وجل -، والإيمان باليوم الآخر، ولمّا كانت هذه الخصال يحبّها اللَّه تعالى، حثَّنا وأكّد - سبحانه وتعالى - لنا في الاقتداء بهم، واتباع سيرته - عليه السلام -، والذين معه، إلاّ في استغفاره لأبيه، قال قتادة في هذه الآية: ((ائتسوا به في كل شيء، ما خلا قوله لأبيه: {لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ} فلا تأتسوا بذلك منه، فإنها كانت عن موعدة وعدها إياه)) [1].
فأمَرَنا ربنا تبارك وتعالى بالاقتداء بهم بالقول والفعل والدعاء.
{رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا}: بعد أن تبرؤوا شرعوا في التوسل إليه تعالى بخالص أعمالهم، وعبودياتهم له تعالى، مقدمة لسؤالهم ليكون أرجى في الإجابة والقبول: أي يا ربنا توكلنا عليك في جميع أمورنا: صغيرها، وكبيرها، وسلّمنا أمورنا إليك وحدك.
{وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا}: وإليك رجعنا بالاعتراف لك بكل ذنوبنا دون غيرك.
{وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}: وإليك مصيرنا ومرجعنا يوم تبعثنا من قبورنا، وتحشرنا يوم القيامة إلى موقف العرض، ((وفي تقديم الجار والمجرور (إليك) دلالة للحصر)) [2]، والقصر في التوكل والإنابة والمصير عليه وحده جل وعلا دلالة على كمال توحيدهم، وإيمانهم.

[1] أخرجه الطبري في التفسير، 23/ 318، وقال حكمت بن بشير بن ياسين في التفسير الصحيح، 4/ 473: ((بإسناد حسن)).
[2] تفسير ابن عاشور، 28/ 147.
اسم الکتاب : شرح الدعاء من الكتاب والسنة المؤلف : ماهر بن عبد الحميد بن مقدم    الجزء : 1  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست