{وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} [1]:أمرهم - عليه السلام - بالتوكل؛ لأن اللَّه تعالى يكفي كل ما يهمّ العبد، ويخافه: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [2] أي: ((كافيه، وكثيراً ما يقرن اللَّه تعالى بين العبادة والتوكل)) [3] لتلازمهما، وأنهما لا ينفكان {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [4].
قال الإمام ابن القيم رحمه اللَّه: ((التوكل على اللَّه تعالى نوعان:
أحدهما: توكل عليه في جلب حوائج العبد، وحظوظه الدنيوية، أو دفع مكروهاته، ومصائبه الدنيوية.
الثاني: التوكل عليه في حصول ما يحبه، ويرضاه من الإيمان، واليقين، والجهاد، والدعوة إليه.
وفي النوعين من الفضل ما لا يحصيه إلا اللَّه تبارك وتعالى، فمتى توكّل عليه العبد في النوع الثاني، حقّ توكله كفاه، والنوع الأول تمام الكفاية، ومتى توكل عليه في النوع الأول دون الثاني كفاه أيضاً، لكن لا يكون له عاقبة المتوكل فيما يحبه ويرضاه)) [5].
قال لهم موسى إن كنتم صدّقتم باللَّه، وما جاء به من الحقّ، ومن [1] سورة يونس، الآية: 84. [2] سورة الطلاق، الآية: 3. [3] تفسير ابن كثير، 2/ 579. [4] سورة هود، الآية: 123. [5] الفوائد، ص 78.