اسم الکتاب : شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 29
فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلتَ منه، فأدخل أبو بكر يده [1]، فقاءَ كلَّ شيء في بطنه)) [2]، ورُوي في رواية لأبي نُعيم في الحلية، وأحمد في الزهد: ((فقيل له يرحمك اللَّه، كلُّ هذا من أجل هذه اللقمة؟ قال: لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها، سمعت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كلُّ جسد نبت من سُحْتٍ فالنارُ أولى به))، فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة [3].
ففي حديث الباب أن هذا الرجل الذي قد توسع في أكل الحرام، قد أتى بأربعة أسباب من أسباب الإجابة:
الأول: إطالة السفر.
والثاني: حصول التبذل في اللباس والهيئة؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ربَّ أشْعَثَ [4] مدفوع بالأبواب لو أقسم على اللَّه لأبره)) [5].
والثالث: يمد يديه إلى السماء ((إن اللَّه حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين)) [6]. [1] فأدخل أبو بكر يده: أي أدخلها في حلقه. [2] البخاري، برقم 3842، مع الفتح، 7/ 149. [3] أخرجه أبو نعيم في الحلية، 1/ 31، وأحمد في الزهد بمعناه، ص164، وصححه الألباني في صحيح الجامع عن جابر عند أحمد، والدارمي، والحاكم. انظر: صحيح الجامع، 4/ 172. [4] الأشعث: الملبد الشعر المغبر غير مدهون ولا مرجل. [5] مسلم، برقم 2622. [6] أبو داود، برقم 1488، والترمذي، وابن ماجه 2/ 1271، وتقدم تخريجه في فضل الدعاء.
اسم الکتاب : شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 29