responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات مشرقة من حياة السلف - سفيان الثوري المؤلف : الزهراني، محمد بن مطر    الجزء : 1  صفحة : 114
عملوا، فإذا عملوا شغلوا، فإذا شغلوا فقدوا، فإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا". 1
وذكر ابن أبي حاتم بسنده إلى محمد بن يوسف الفريابي قال: قال سفيان: "العلماء ثلاثة: عالم بالله عز وجل عالم بأمره، فذلك العالم الكامل، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله عز وجل، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله فذلك العالم الفاجر".
وقال سفيان: "كأن يقال: اتقوا فتنة العابد الجاهل والعالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون". 2

1جامع بيان العلم وفضله (1/ 700) رقم 1249 ط: دار ابن الجوزي
2الجرح والتعديل (1/ 91 - 92).
وقال الحافظ ابن رجب في شرح حديث أبي الدرداء في طلب العلم (20 - 23): "وكان كثير من السلف - كسفيان الثوري وغيره- يقسمون العلماء ثلاثة أقسام: عالم بالله عالم بأمر الله، يشيرون بذلك إلى من جمع بين هذين العلمين المشار إليهما الظاهر والباطن، وهؤلاء أشرف العلماء وهم الممدوحون في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} إلى أن قال: وعالم بالله ليس عالماً بأمر الله، وهم أصحاب العلم الباطن الذين يخشون الله وليس لهم اتساع في علم الظاهر، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله، وهم أصحاب العلم الظاهر الذين لا نفاذ لهم في العلم الباطن وليس لهم خشية ولا خشوع، وهؤلاء المذمومون عند السلف، وكان بعضهم يقول: هذا هو العالم الفاجر، وهؤلاء الذين وقفوا مع ظاهر العلم، ولم يصل العلم النافع إلى قلوبهم ولا شموا له رائحة غلبت عليهم الغفلة والقسوة والإعراض عن الآخرة، والتنافس في الدنيا ومحبة العلو فيها والتقدم بين أهلها، وقد منعوا إحسان الظن بمن وصل العلم النافع إلى قلوبهم، فلا يحبونهم ولا يجالسونهم وربما ذموهم وقالوا: ليسوا بعلماء ... ولهذا كان علماء الدنيا يبغضون علماء الآخرة ويسعون في أذاهم جهدهم، كما سعوا في أذى سعيد بن المسيب والحسن وسفيان الثوري ومالك وأحمد وغيرهم من العلماء الربانيين، وذلك لأن علماء الآخرة خلفاء الرسل، وعلماء السوء فيهم شبه من اليهود وهم أعداء الرسل وقتلة الأنبياء ومن يأمر بالقسط من الناس، وهم أشد الناس عداوة وحسداً للمؤمنين، ولشدة محبتهم للدنيا لا يعظمون علماً ولا ديناً، وإنما يعظمون المال والجاه والتقدم عند الملوك، فظهر بهذا أن أكمل العلماء وأفضلهم العلماء بالله وبأمره الذين جمعوا بين العلمين وتلقوهما معاً من الوحيين: الكتاب والسنة، وعرضوا كلام الناس في العلمين معاً على ما جاء به الكتاب والسنة فما وافق قبلوه وما خالف ردوه، وهؤلاء خلاصة الخلق وهم أفضل الناس بعد الرسل، وهم خلفاء الرسل حقاً ... ". اهـ ملخصاً.
اسم الکتاب : صفحات مشرقة من حياة السلف - سفيان الثوري المؤلف : الزهراني، محمد بن مطر    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست