وكان أحب أمواله إليه بَيْرُحاء, وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [1] قام أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وإن أحبَّ أموالي إليَّ بَيرُحا [2]، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بَخ [3]، ذلك مال رابح [4]، ذلك مال رابح، وقد سمعتُ ما قلت وإني [1] سورة آل عمران, الآية: 92. [2] بيرحاء: حائط يسمى بهذا الاسم، وليس اسم بئر [شرح النووي 7/ 89]. [3] بَخ: معناه تعظيم الأمر وتفخيمه، وهي كلمة تقال عند الإعجاب، [شرح النووي على صحيح مسلم 7/ 90]. [4] مال رابح: ومعناه بهذا اللفظ ظاهر، وأما لفظ: ((رايح)) في بعض الأوجه: فمعناه رايح عليك أجره ونفعه في الآخرة [شرح النووي 7/ 91].