responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صور وخواطر المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 159
لا أؤمن بالإنسان (1)
نشرت سنة 1946

ويدعو الإنسانُ بالشرِّ دُعاءَه بالخير، وكان الإنسانُ عَجولاً. وكان الإنسانُ كَفوراً. وكان الإنسانُ قَتوراً. وكان الإنسانُ أكثَرَ شيء جَدَلاً. وخُلِقَ الإنسانُ ضَعيفاً. قُتِلَ الإنسانُ ما أكْفَرَه. يا أيّها الإنسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّك الكريم؟ وإذا أنعَمْنا على الإنسان أعرضَ ونأى بجانبه. وإذا مَسَّ الإنسانَ الضرُّ دعانا لِجَنْبه أو قاعداً أو قائماً، فلما كشفنا عنه ضُرَّه مَرَّ كأنْ لم يَدْعُنا إلى ضُرٍّ مَسّه. وإنّا إذا أذقنا الإنسانَ منّا رحمةً فرح بها، وإن تُصبْهم سيّئةٌ بما قدّمَتْ أيديهم فإنّ الإنسان كَفورٌ. إنّ الإنسانَ خُلِقَ هَلوعاً، إذا مَسَّهُ الشرُّ

(1) كتب الأستاذ عبد المنعم خلاّف -في شرح دعوته إلى الإيمان بالإنسان- كتاباً كبيراً قيّماً. وناظرناه أنا والأستاذ محمود شاكر فيها ساعات طوالاً السنة الماضية في داره ودار الأستاذ الزيات ودار الأستاذ شاكر، وتكلمنا فيها في دار الدكتور عزام. وليس عندي جديد لم أقله يومئذ فأقوله اليوم، وما أظن أن عند الأستاذ جديداً فيها لم يكتبه في كتابه، فلست أجدد اليومَ هذه المناظرة، ولكن أذكّر الأستاذ بما لم ينسَه من حكم الإسلام في هذه المسألة، وأبيّن له لِمَ لا أؤمن (أنا) بالإنسان! والأستاذ خلاّف صديقي ورفيقي في دار العلوم سنة 1929.
اسم الکتاب : صور وخواطر المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست