جمال الأفعال استدل به على جمال الصفات، ثم استدل بجمال الصفات على جمال الذات" انتهى كلامه بتصرف.
فلا شك بعد ذلك في أن العبد كلما تعرف إلى ربه زاد حبه وإيثاره لمرضاته، وبالتالي زاد إيمانه ويقينه، كما أن معرفة الله تقوي في العبد جانب الخوف والمراقبة كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "أي إنما يخشى الله حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى، كلما كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر".
فمن كانت معرفته بالله كذلك، كان من أقوى الناس إيمانا وأحسنهم إجلالاً ومراقبة لله عز وجل، وأكثرهم طاعة وتقربا إليه وبعداً عن معاصيه ومساخطه.
قال بشر رحمه الله تعالى: "لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى ما عصوه عز وجل".