والجوارح وخطرات القلب عن كل ما لا يرضي الله، وأن يجعل تعلقات هذه الأعضاء بما يحبه الله ويرضاه.
وإذا علم بأن الله غني كريم بر رحيم واسع الإحسان، فإن هذا يوجب له قوة الرجاء، وهذا يثمر أنواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه.
وإذا علم بكمال الله وجماله أوجب له هذا محبة خاصة وشوقا عظيما إلى لقاء الله، وهذا يثمر أنواعاً كثيرة من العبادة.
فلا بد للعبد أن يعرف أن له ربا قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال، منزه عن المثال، بريء من النقائص والعيوب، له كل اسم حسن وكل وصف كمال، فعَّال لما يريد، فوق كل شيء، ومع كل شيء، وقادر على كل شيء، ومقيم لكل شيء، آمر ناه، متكلم بكلماته الدينية والكونية، أكبر من كل شيء، وأجمل من كل شيء، أرحم الراحمين، وأقدر القادرين، وأحكم الحاكمين، فالقرآن أنزل لتعريف عباده به، وبصراطه الموصل إليه، وبحال السالكين بعد الوصول إليه.