اسم الکتاب : ظاهرة ضعف الإيمان المؤلف : المنجد، محمد صالح الجزء : 1 صفحة : 12
يمل من سماع القرآن، ولا تطيق نفسه مواصلة قراءته فكلما فتح المصحف كاد أن يغلقه.
7 - ومنها: الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه سبحانه وتعالى: فيثقل الذكر على الذاكر، وإذا رفع يده للدعاء سرعان ما يقبضهما ويمضي وقد وصف الله المنافقين بقوله: {ولا يذكرون الله إلا قليلاً} (1)
8 - ومن مظاهر ضعف الإيمان: عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله عز وجل لأن لهب الغيرة في القلب قد انطفأ فتعطلت الجوارح عن الإنكار فلا يأمر صاحبه بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يتمعر وجهه قط في الله عز وجل، والرسول صلى الله عليه وسلم يصف هذا القلب المصاب بالضعف بقوله في الحديث الصحيح: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي قلب أشربها) أي: دخلت فيه دخولاً تاماً {نكت فيه نكتة سوداء} أي: نقط فيه نقطة {حتى يصل الأمر إلى أن يصبح كما أخبر عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث: (أسود مربادا (بياض يسير يخالطه السواد) كالكوز مجخياً (مائلاً منكوساً} لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه) (2)
فهذا زال من قلبه حب المعروف وكراهية المنكر واستوت عنده الأمور فما الذي يدفعه إلى الأمر والنهي.
(1) النساء /142.
(2) رواه مسلم رقم 144.
اسم الکتاب : ظاهرة ضعف الإيمان المؤلف : المنجد، محمد صالح الجزء : 1 صفحة : 12