responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عدة المريد الصادق المؤلف : زروق، شهاب الدين    الجزء : 1  صفحة : 55
النوع الأول: قوم أخذوا بدقائق التوحيد وشقاشق الشطحات، فأكبوا على كلام أهل ذلك الفن، مثل: ابن سبعين [1] وابن الفارض [2]، والحاتمي [3] ومن نحا نحوهم من غير تعريج على طريقتهم في باب المعاملات، فظهر لهم أنهم حصلوا ما فهموا، ووقفوا بذلك على التحقيق بما توهموا، وحصل لهم من ذلك ذوق فهمي استلذوا به في نفوسهم، وربما أثر سريانه فيهم على محسوسهم فحرموا التحقق والعمل، وتعلقوا بالأماني والأمل، وهذا إن سلموا من معتقد فاسد، أو تجاسر على الربوبية والنبوءة في بعض المقاصد، وهذه طريقة كثير ممن يعجبك شأنه، ممن له في الطلب قدم أو الفهم وجه، لا سيما بعض المشارقة، نسأل الله السلامة، ثم كلامنا في ذلك ليس طعنا فيمن أخذوا بكلامهم، لكن في أخذهم له مع عدم تحققهم به، فافهم.
النوع الثاني: قوم تعلقوا بعلوم الأحوال والمقامات، ووقائع النفوس وموارد الحقائق، ورأوا أن ليس وراء ذلك مطلب، فاحتقروا العباد والزهاد، وادعوا أن ما هم عليه عين السداد، ثم مع ذلك فهم خائضون في أمر ليسوا منه على حقيقة، بل فهموا كلام الأئمة في ذلك، فادعوه حالا لأنفسهم بما

[1] ابن سبعين أبو محمد عبد الحق بن إبراهيم الإشبيلي، صوفي من زهاد الفلاسفة (ت 669 هـ) طبقات الشعراني 1/ 177 ونيل الابتهاج 184 اشتهرت عنه مقالات رديئة كفره بسببها كثير من الناس، قال ابن دقيق العيد: إنه جلس معه من الضحوة إلى قريب الظهر، وهو يسرد كلاما تعقل مفرداته ولا تعقل مركباته، انظر لسان الميزان 3/ 392 والأعلام 4/ 51.
[2] هو عمر بن علي، قال عنه الذهبي: كان سيد شعراء عصره، وشيخ الاتحادية، (ت 632م)، لسان الميزان 4/ 317.
[3] هو أبو بكر محمد بن علي الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحيي الدين بن عربي، الملقب بالشيخ الأكبر، صنف التصانيف في تصوف الفلاسفة وأهل الاتحاد، قدوة القائلين بوحدة الوجود، له تصانيف كثيرة، نحو من أربعمائة ما بين كتاب ورسالة، رحل وسمع من الشيوخ وله في كل فن قدم، قال عنه الحافظ الذهبي: من أنعم النظر فيه لاح له العجب، فإن الذكي إذا تأمل من ذلك الأقوال والنظائر فهو أحد رجلين: إما من الاتحادية في الباطن، وإما من المؤمنين بالله الذين يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر نسأل الله العفو، انظر ميزان الاعتدال 3/ 660، ولسان الميزان 5/ 311، والأعلام 7/ 170، فصل 81.
اسم الکتاب : عدة المريد الصادق المؤلف : زروق، شهاب الدين    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست