responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عدة المريد الصادق المؤلف : زروق، شهاب الدين    الجزء : 1  صفحة : 217
الثالث: تعظيم حرمات المسلمين بكف الأذى وحمل الأذى، والإنصاف من نفسك وترك الانتصاف لها، فتتقي أعراضهم، وتبلغ أغراضهم، وتسامحهم فيما لا ينالك ضرره منهم، وقد كان السلف (ض) يكرهون أن يستذلوا، فإذا قدروا عفوا، بل كما قيل:
ارحم بني جميع الخلق كلهم ... وانظر إليهم بعين اللطف والشفقة
وقر كبيرهم وارحم صغيرهم ... وراع في كل خلق حق من خلقه
الرابع: الحذر والاشفاق واتهام النفس في جميع الأحوال، والحكم عليها بالعلم الظاهر المؤيد بحقائق الباطن، فإنها تنقاد للباطن المجرد وللظاهر المجرد [1]، وتحب الإكثار كما تحب الترك، ولا تقبل الوسط إلا بعد مشقة فادحة وجهاد كبير، وهي التي {لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها} [2]، كما قال بعض المشايخ، ويرحم الله القائل في معنى ذلك:
توق نفسك لا تأمن غوائلها ... فالنفس أخبث من سبعين شيطانا
وأما إصلاح المختل، وإدراك الفائت فبالعود إلى ما كنت عليه أولا
من الصفاء والتوبة، ((فما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة)) [3]، ولا يغرنك الشيطان بقوله: أي فائدة لتوبة لا ثبات لها، نظرا إلى حالك الأول، فإنك بين ثبات وموت على إثر توبة، أو غفران الماضي واستئناف عمل، فكما اتخذت الذنب والعود إليه حرفة، فاتخذ التوبة والعود إليها حرفة، عالما أن توبتك تعرض لنفحات رحمتك، وتوبته عليك منة وعناية،

[1] في خ وت 1: للباطن المجرد والظاهر المجرد.
[2] الفتح 21.
[3] ((ما أصر من استغفر إلخ))، لفظ حديث عند أبي داود من طريق أبي بكر الصديق رقم 1514 وخرجه البزار في المسند 1/ 205، وقال: لا يحفظ عن النبي (ص) إلا من طريق ابن نصيرة عن مولى لأبي بكر وكلاهما لا يعرفان، وخرج الحديث االترمذي رقم 3559 وقال: غريب إنما نعرفه من حديث أبي نصيرة، وليس إسناده بالقوي، وحسن الحديث الزيلعي والحافظ ابن كثير، انظر تخريج الأحاديث والآثار 1/ 227 وفتح الباري 1/ 112.
اسم الکتاب : عدة المريد الصادق المؤلف : زروق، شهاب الدين    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست